30.12.12



20121230-143304.jpg

أسباب سقوط الأندلس تتجاوز العشرين في بعض كتب التاريخ اهمها انتشار الترف والبذخ عند حكانها، حتى ان عبد الرحمن الناصر كان له قصور مبطنه بالذهب والفضة، كقصر الزهراء ورغم تراجعه عن هذا البذخ قليلاً لا انه عاد اليه: يقول تعالى: "وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ" اي انه عندما تركن الامم للدنيا ونعيمها وتظن ان هذا هو المقام وتضيع حق الله، يحول الله بيوته لجنات يتمتعون بها لانهم كرهوا ما عند الله.

والسبب الآخر هو توسيد الأمر لمن لا يصلح لها، كتولية الصبية مقاليد الحكم كما فعل الناصر وغيره، والرسول ينهانا عن الاستهانة بالامانة حين قال: "فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَ" قال الراوي: كيف إضاعتها؟ قال: "إِذَا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".

واظن ان هذا امور سياسية وليس اخلاقية كما قد يقول البعض، يقول الله تعالى: "أذ تلقونة بألسنتكم وتقولون بأ فواهكم ماليس لكم بة علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم" ويقول ايضاً: "ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير" فان كان الله يعاقب العباد على ما يقولون بالسنتهم بعذاب شديد في النار فلماذا يستغرب البعض زوال ملكهم على الارض ل"شوية اشياء دنيوية وبشرية مثل الاخلاقيات والطمع"!

ومع ذلك فلا تصتصغر هذه المعاصي ولكن انظر في وجه من ارتكبت، اهل الاندلس كانوا في جنة نعيم كآدم في جنه فاخذ ياكل من الشجرة فغوى! رغم ان الاكل كان مباحاً له في كل انحائها الا ان الشيطان قاده الى تلك الشجرة المحرمة، وكذالك اهل الاندلس، تركوا الحلال الى الحرام.

اضاعوا عقيدتهم وانحرفوا عن دين الله، ووالوا اليهود والنصارى ووثقوا بهم، انغمسوا في كل شهوات الدنيا وحكوا الغريزة لا الروح الامآرة بالخير! ابطلوا الجهاد وغاصوا في الفرش، الغوا الخلافة واصبحوا طوائف واحزاب وعم الخلاف وشاعت الحروب بينهم، اما بعض علمائهم فلم يامروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فعمهم العقاب واقتيدوا الى الكنائس فيما بعد ليصبحوا عبيد المسيح غصباً.

يقول تعالى: "لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور ( 15 ) فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل ( 16 ) " فهل بعد هذه المعاصي من اعراض؟ لم يتبقى من دينهم الا اسمائهم فلماذا تستغرب سقوطهم! اليس هذا ما تروج له "العلمانجية" وهم لا يعرفون اصلاً ما هي العلمانية! والتي تعني "العالمية" اي ان هذا العالم الوجودي هو الذي نؤمن به فلا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب ولا رب! فلماذا نحتاج لهذا الفكر الكفري؟

ارجو من الله يحفظ الصومال واهله ويعيننا على بناء دولة ترضي الله عنا، ولتكن الاندلس درساً لا ينسى. وكما قال الشاعر: انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا ...

29.12.12

التخلف

احاول هنا تحديد اسباب تخلف المسلمين في مجالات الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، من خلال النظر في المعطيات التي تنسج هذه القضية ومناقشة ما اذا كانت النظرة العلمانية التي تقول ان الاسلام هو سبب تخلفنا على صواب ام لا آخراً بالاعتبار العوامل التي ساعدت الدول المتقدمة في نضالها ضد التخلف.

ليس خفياً علينا ما وصلت اليه دولنا الاسلامية بشكلٍ عام وفي الصومال بشكل خاص من تخلف وتقهقر يبكي القلوب قبل العيون اذ ان عالمنا الاسلامي في سبات عميق لا نعرف سره الامر الذي يجلب خيبة الامل والاحباط للجيل الجديد باحثاً عن حلول لما يعانيه، فيلوم الاسلام ويقول لولا الاسلام لكان حالنا افضل! كرجل اسمر في مجتمع ابيض يلعن حظه وجلده الداكن ويقول لولا سمرتي لكنت كما البشر! وهذا مرض في حد ذاته واحتقار شديد للنفس ولكن للاسف هذا هو حال شبابنا اليوم.

لذلك على الشخص ان يعيد النظر في افكاره هذه ويتعمق اكثر في التاريخ ليدرك ابعادها المتشعبة والسبيل لمعالجتها، وهذه المسالة قديمة اكثر مما يتصوره الجميع اذ انها تقترن بسقوط الخلافة العباسية وقدوم هولاكو الى استعمار الهند وسقوط الدولة العثمانية وما تتبعها من نكسات.

علينا ان نفرق بين الاسلام والمسلمين، الاسلام شرع، والمسلمون عليهم التنفيذ، فهل نلوم اشارة المرور ام نلوم سائق العربة للحوادث التي يرتكبها؟ الجواب هو ان على السائق تتبع الاشارات والوقوف عليها فان خالفها فلا نلوم الاشارة او شرطي المرور!

الاسلام دين رحمة وعلم وتفتح في حين كانت الكنيسة تقتل العلماء لكونهم يسحرون الناس بمخترعاتهم كانت الخلافة الاموية والعباسية تزخر بالمكتبات والتراجم من اليونان وبلاد فارس والهند فتعلم المسلمون منهم وبنوا على علم غيرهم بما يرضي شريعة ربهم، فهل هذا هو الحال الآن؟

لن الوم هولاكو لما فعله بالمسلمين رغم انه يتحمل كل قطرة اراقها، بل الوم انعدام الامانة في مسلمي ذاك الزمن، من وزير المعتصم الذي ارسل لهولاكو بغزو بغداد، الى تسريح خمسة وعشرين فارساً من حرس الخليفة الى كل من قال نفسي نفسي ولم يقل امتي امتي، ولن يتسع الحديث لهولاكو اكثر، يكفي ان نقول انه قتل اكثر من مليون مسلم ورص جماجمهم، اغرق كتبهم وعبر النهر عليها، دمر المدن واستباح الارض.

ولكن من رحمة الله ان جعل لهم مخرجاً من هذا الغزو المغولي ولكن اليس حفياً بنا تعلم هذا المخرج؟ هل كان الاسلام سبب تلك الهزيمة ام سبباً للخروج منها؟ والتاريخ زاخرٌ بتلك الامثال ولك ان تبحث عنها باخلاص وحباً للحق.

الأسلام مجموعة قوانين حواها القرآن الكريم والحديث الشريف يسعى لتحصين النفس، العقل، الدين، العرض والمال. ينظم تعامل الفرد مع ربه ومع مجتمعه، الاسلام دستور بحد ذاته، ينظم المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فكيف نتخلى عنه ونسعى لغيره لينظم حياتنا؟

الاسلام كان سبب للعزة والاستقرار والحرية، وبه دخل المسلمون مصر والشام و المغرب العربي الى حدود فرنسا غربا والى حدود الصين شرقا، لم يدمروا الاهرامات ولا الحدائق ولا المعابد، انه دين نهضة وليس دين دمارٍ شامل، بل استوعبوا علوم هذه الحضارات وتعلموا منهم وبنوا المدن وعمروا الارض بحمد الله، فتعلموا معالجة الزجاج من الفينيقين، النسيج من المصريين، والقطن من السوريين والحرير من الفارسيين، فكيف نقول ان دينهم رجعي متقوقع لا يفهم؟!


اما العمارة فحدث ولا حرج، فمن الهند والصين الى اليونان والبيزنطيين الى مصر والشام تعلموا قواعدها وجمعوا لها الكتب لحسابتها ونقشها ورسمها فكانت مساجدهم تحف ليس لها مثيل، وبيوتهم جناتٍ على الارض، ورغم ذالك كانوا لا ينسون ربهم ولا يكلون عن عبادته. علمهم كان بالموسوعات وفي كل المجالات وبهذا التقدم الحضاري حكموا العالم بلا منازع لالف و ٣٠٠ عام متواصلة.

تجد الخليفة الناصر في مراكش يناقص ابن رشد في فلسفة ارسطو وافلاطون بينما امراء وملوك الغرب لا يعرفون كيف تكتب اسمائهم! بل ويفخرون بهذا الجهل! مكتبات الخلفاء الامويين تفوق ال٤٠٠ الف كتاب بينما ملك فرنسا يفتخر بمكتبته التي لا تتعى الالف مجلد! ياله من فرق...وعن المكتبات حدث حدث... ٤٠الف في النجف، وفي المراغة ٤٠٠ الف، اما القاهرة فوجد فيها مليون و ٦٠٠ الف مجلد والله اعلم بما كانت تحوي مكتبات الاندلس قبل زوالها ولكن حتماً ستفوق كل ما ذكر.

لن يتسع المقام للحديث عن تقدم المسلمين في الطب والهندسة والرياضات والفلك والفيزياء وحتى الشعر والادب والرواية وغيرها من الجالات ولكن خلاصتها ان الاسلام دين علم وبحث وتفكير، وهذا ما ينص عليه القرآن والسنة. وهذا دليل على ان الاسلام بريء من تهمة التخلف والرجعية وعدم مواكبة عصره؟

ايعقل بعد كل هذا ان نشك في ان الدين الاسلامي يمكنه حقاً اصلاح الامم؟، الم يكن اجداد هؤلاء قمة في الجهل والجهالة والوثنية؟ الم يكونوا يتطيرون ويؤمنون بالخرافات ويعبدون الاصنام ويقتلون اولادهم خشية انفاق؟ ما الذي غيرهم؟ انه الاسلام... و مهما فعلنا لن نصل الى تلك الدرجة من الجهل فلو نفعهم بهذه الصورة وغيرهم لاعظم امة شهِدهاالتاريخ لابد ان يغيرنا نحن ايضا... فقط نحتاج لنعرف كيف...

والسؤال هو اذا لم يكن الاسلام هو سبب تخلفنا فما هو السبب؟ وهذا يعيدني للمثال الذي طرحته سابقاً عن السائق واشارة المرور، وان السائق هو سبب الحوادث لعدم انتباهه او لتجاوزه لاشارة المرور. واعني بهذا ان الاسلام اضاء لنا الطريق فإن تخلفنا نحن عن ركب الحضارات فهذا لاننا اضعنا الطريق وتجاهلنا تعاليم ديننا.

الاسلام يطالبنا باصلاح انفسنا فهل فعلنا ذالك؟ يحرم عنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن فهل هذا هو حالنا؟ يامرنا بان المؤمنيين اخوة فهل طبقنا هذا في معاملاتنا، الاسلام يقول "لا يؤمن من بات شبعان وجاره جائع" فهل حققنا عدالةً اجتماعية من هذا القبيل؟ الاسلام دين حضارة وليس دين تخلف وتقهقر ابداً.

اذا نظرنا الى تاريخ هذا التخلف نجده ينقسم الى قسمين مهمين؛ التخلف العلمي والتخلف العسكري، فسقوط الاندلس نكسة عسكرية، واكتشاف العالم الجديد نكسة عسكرية واقتصادية للمسلمين عندما تراجعت قدراتهم البحرية واكتشافاتهم، ثم اكتشاف البارود واختراع الآلة الطابعة والمصباح والطائرة، كلها نكسات علمية كان لها الاثر الكبير على تخلف امتنا وهزيمتها في كل المجالات وذالك بكل بساطة لان الاسلام يامرنا بالعلم ونحن رفضنا هذا الامر فكان ما كان.

للنهضة مقومات ثلاثة مهمة، وهي الإرادة البشرية للتغيير والتقدم، الارض وما تهبه لابنائها من ثروات طبيعية والزراعة والصناعة، وثالثاً عامل الوقت اي عامل التخطيط ومعرفة الهدف والسبيل للوصول اليه. واهم هذه العوامل هي الاولى فالانسان الذي سلب روح النضال لامته ليس له اي قوة تذكر فلن يحرث الارض ولن يستفيد من وقته وهذا حالنا تماماً.

سبب تخلفنا هو اننا حكمنا غريزتنا البشرية في حب الكسل الخمول وتركرنا اقوى دوافع النهوض بالانسان وهي الارادة الروحية للنهوض بالذات، هذا الوازع الروحي يكتسب من الدين الاسلامي، فما الذي دفع بدو الجزيرة ليصبحوا عباقرة الكون وسادته في قرن؟ انه الاسلام بكل ما يتضمنه من عدل ومساواه وحقوق الانسان في التعليم والعيش الكريم في مجتمع تضامني يهتم بالفرد والاسرة ويحفظ كرامتهم.

الغريزة مرتبطة بالروح، اذا ضعف الوازع الروحي (الديني) تتحكم الغريزة بالانسان، والغريزة هنا اعني بها حب السلطة، المادية، الاحتقار للغير، الفساد الاخلاقي، ضياع الامانة، وكل اشكال التخلف. وواقع الدول الاسلامية شاهد على هذا، من رشوة و وساطة الى ضياع اموال المشروعات العامة وتدهور مجالات الصحة والتعليم والصناعة والاقتصاد. وكل هذا يعود لان المسلم ينزع اخلاقه ودينه عند رف الاحذية في المساجد ويخرج للمجتمع وحش مفترساً يبحث عن ما يختلسه وعن مسكين يغشه وعن عجوز يضحك عليها بمشروع وهمي!

الاسلام ضد كل هذا، فهو عامل قوة للمجتمع وليس العكس، فبدلا من الفردية يحول المجتمع الى بنيان واحد يشد بعضه بعضاً، الاسلام يخلق في المجتمع روح المحبة والاهتمام بالغير وهذا الروح الايثارية هي التي تبني الحضارات وهي التي ستبني الصومال باذن الله، بالارض للكل يزرعها الكل ليحصدها الكل، وهذه الروح التي تتحد تحت ظل الاسلام هي التي ستكفل عدالة اجتماعية واقتصادية واستقراراً سياسياً مبنياً على مجلس للشورى، يختاره الشعب شاهدين لهم بالصلاح فيختار المجلس رئيساً له يحكم البلاد والعباد بما يرض الله. وهذه الروح هي التي ستضمن لنا الاستمرار كشعب ذو ارض وعلم والا ذبنا كما ذابت الاندلس في بحر الغرب.

يتبع.... ان شاء الله

28.12.12



20121229-011853.jpg

لا يخفى على احد ان حب الوطن غريزة بشرية في البشر، فكلنا يحب موطنه لاسباب لا نعرفها حتى لو كان هذا الوطن خراباً دماراً لا خير فيه، نظل نحبه… محبَّة الإنسان لأرضه وبلده خصلةٌ جبليَّة في الفِطَر، قر عليها الدين الاسلامي ولم يرفضها لان حب الوطن هو حب لجمادات لا تذنب، كحبك لجبال وطنك وسهوله... اما حب شعبه فهذا امر آخر يحدد بعقيدتهم.

طننك هو كل ما تحمله من ذكريات وقصص، هو مسقط رأسك، هو ذاك المكان الذي احتضن طفولتك، ترعرعت فيه وكانت اول صداقاتك، وفيه تكون اول ملامح شخصيك، والوطن ايضاً كل ذلك واكثر ولو لم تره قط، يكفي ان ابويك او اجدادك الكرام عاشوا فيه. فحب الوطن يورث كما تورث الاسماء فلا منجى من حبه الا بحبه اكثر.

نحن الصوماليون نعشق أرضنا، بتلاله وسهوله وجباله، بخريفه وربيعه وشتائه، حتى صيفه الحارق نحبه، ويزداد حبنا له كلما غبنا وتهجرنا عنه، فأرضي وإن جارت عليَّ عزيزة ... وأهلى وإن بخلوا عليَّ كرامُ… كم نتغنا بارضنا بطريقتنا الخاصة، كم نجور على انفسنا ونتحد على شئ واحد وهو انت يا وطني، نتحد على حبك، ونبرر كل شئ بحبك.

من يغادر وطنه حباً في غيره ليس كالصومالي الذي يخرج غصباً، هارباً، شارداً بروحه وتاركاً كل ما يملك ليضيع مع المفقودين في دوامة الصراع. يخرج الصومالي من ارضه وهو في نارين نار الشوق والحنين لما يترك ونار العيون المحتقره له اينما حطت به راحلته، حتى اقرانه ينظرون اليه كخائن ترك ارضه لتحترق متجاهلين ما يمر به من غربة المهجر ولو مان ميسور الحال.

ترك الصحابة مكة وهي اعز أرض الله عليهم، تركوها حباً لله ولما عنده وهربوا من قومٍ اعلنوا لهم العداوة وارادوا سحقهم، ولذلك مدحهم الله بقوله: "لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ". لا نزعم اننا بدرجتهم ولكننا خرجنا من ارضنا رغماً عنا راجين من الله ان يصبرنا على الغربة ونارها ويعيدنا سالميين لارضنا عما قريب.

وهذا كان حال الرسول صلى الله عليه وسلم فلما خرج من مكة في هجرته الى المدينة قال قولته المشهورة: "والله، إنَّك لأحبُّ البِقاع إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ "، وفي مهجره في المدينة كان يتتبع اخبار وطنه فيسأل أُصيل بن عبدالله الغفاري القادم الجديد من مكة فيقول: "كيف تركت مكة يا أصيل؟"، فقال: تركتُها حين ابيضَّت أباطِحُها، وأحجن ثُمامُها، وأغدَقَ إذخرُها، وأمشَرَ سلَمُها. فاجابه صلى الله عليه وسلم: "وَيْهًا يَا أَصِيلُ ، دَعِ الْقُلُوبَ تُقِرُّ قَرَارَهُ " (حديث مرفوع وفيه كلام)

ولكن…كلّ يدّعي وصلا بليلى … وليلى لا تقرّ لهم بذاكا…ولهذا لقياس مدى صدق هذا الحب، يكون للوطن حقوق وواجبات يجب الوفاء بها، أهم هذه الواجبات هو الحفاذ على القيم الذينية للمجتمع لان انتشار الفساد الاجتماعي يعرض الوطن للضياع، وهذا يبداء من البيت ومن اخلاق الشخص نفسه باتباع دين الله الوسطي والحفاظ على تأدية واجباته الدينية اتجاه اسرته ومجتمعه.

الدين هو صمام امان الوطن اذا ضاع اصبح الوطن عرضه للعقاب الجماعي فيحل الفساد والفقر وتعم الفوضى، قال تعالى عن قرية كفرت بانعم ربها: "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون"

ومن واجبات الوطنية ايضاً المحافظة على تديُّن المجتمع وصَلاحه بتوجيه النصح للكل بطريقه لبقة لا تجرح شعورهم لاننا في سفينة واحدة. ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. وكان الذين في أسفلها اذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا! فان تركوهم وما أرادوا هلكوا، وهلكوا جميعا، وان أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعا" رواه البخاري.

و قال الله تعالى "ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" سورة فصلت، وقال تعالى أيضا "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" . لذلك علينا ان يكون حبنا لوطننا من خلال اصلاح المجتمع.

ومن شروط حب الوطن ايضاً الاخلاص في العمل والصدق والامانة وعدم المحاباة واحترام القوانين، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه." أخرجه أبو يعلى والطبراني، وصححه الألباني، فتخيل مجتمعاً يتقن كل عمل يقوم به من صلاتهم الى صناعتهم وتجارتهم، الى زراعتهم وطبهم... مجتمع متقن بارع في كل اعماله.

وخلاصة القول هي ان حب الوطن يكون بالعمل لرقيه، من خلال الالتزام بدين الله وبالاخلاق الحمية واهمها النصيحة، الامانة والاتقان في العمل اياً كان وهذا هو السبيل للنهوض بوطننا الحبيب…

27.12.12



20121227-143714.jpg

حينما لا يلتصق النوم بجفنتيك، يُلَوح التفكير لك صوراً بشعة في منتصف الثانية فجراً، مدركاً تمامناً ان ظهرك المسند على سريرك الناعم يستحق الراحة بعد عناء يوم طويل بين المباني العتيقة والطين الملتزق واوراق مبعثرة لمشروعك الحالي. تجد نفسك تحوم في الماضي البعيد باحِثاً عن سر هذا الأرق.

ستقوم بعد اربع ساعات لتركب القطار شرقاً الى دوامك اليومي ولن تجد مؤنِساً لهذه الرحلة الا كتابك الإلكتروني الذي مازالت اخر كلماته ترتع في ذاكرتك. خمسون دقيقة ذِهاباً وإياباً تقضيها يوميا بين هؤلاء الدمى الآلية التي لا ترى الحياة الا غاية وهدفاً سامياً. فتحاول التركيز اكثر فيما بين يديك من كلمات في كتابك الفلسفي عن الهندسة المعمارية وعن قدرة الانسان على فهم ما حوله خلال حواسه الثلاث والثلاثين. تنظر من على النافذة لترسم في مخيلتك فكرة مستوحاة من هذه الكلمات لمشروع في قلب الوطن الغالي.

الوطن، ما هو الوطن ياترى، تُعدل الوسادة وتقول لنفسك؛ الوطن مجموعة من الحواس والصور، مجموعة من القصص والحكم، الوطن أم ثانية ولكنها ام غير امك التي كانت تغني لك في المهد، الوطن تاريخ وامجاد والكثير من السعادة رغم الالم، الوطن شمس صاطعة في يوم رمادي بارد. انه كل ما تخفيه النفوس من حنين للتربه، للبحر، للجبال والاودية، للسيول والانهار، لكل قطرات المطر ونسمات المحيط… الوطن هو كل ما يجلب الغبطة والسرور.

ولكن الوطن ليس وطناً اذا لم يكن له ابناء يحبونه كحبه لهم، الوطن ليس كالام كما قلت بل هو مختلف عنها، الام تصبر على موت ابنائها ولكن الوطن يموت كل يوم بموت ابنائه وبعدهم عنه، ويموت اكثر عندما يكرهونه…

ماذا حصدت الحرب لنا الا الموت، نقول نحن الصوماليون "لا يُنجب الأولاد بالحرب ولكن يقتلون بها" فيا ليتنا اعطينا البنادق للنساء ليجعلوا نتها حطباً للطبخ وقمنا نحن الرجال لنربي اولادنا على حب الوطن وحب ابنائه.

عبثاً دمرنا ارضنا، منذ اغلقنا عقولنا وقلوبا وحكمنا البندقية في امور الرجال، عبثاً دمرنا ارضنا، والاشجار تغني للسلام، الارض تبكي تحت اقدامنا، عبثاً لا لشيء آخر.

يقول الفيتوري في رتوشه على لوحة صومالية:

مقديشو التي لبست دمها..
مقديشو الوجوه الحزينة..
لن تكون، ولم تك من قبل
أول مركبة في الجحيم
وآخر أرجوحة في المطر
مقديشو التي شربت كأسها
مقديشو الرياح السجينة
أزهرت بذرة الموت في أرضها
والتوى الجوع والقهر حول جذوع الشجر
أتراه عقوق البشر
أم نراه انتقام القدر
مقديشو على قبر تاريخها
أمة تنتحر!

صلى السوداني للبنان وسخر من الموت في مقديشو فمن سيتغنى بالموت بعد الموت؟ امتنا لم تمت بعد ولكنها في غيبوبة اقرب إلى الموت السريري بعد فشل انتحارها، تنتظر نورا تتبعه للخروج من دواماتها السوداء.

ثم ترتحل افكارك الى الجنوب الشرقي لتصل الى شارعك الطفولي الذي لا تذكُر منه الا الغبار وكوخ الدجاج وصوصتيك التي لم يسمح لك والدك ان تحملها عندما هاجرتم مشيا نحو الجنوب. وجنوبا جنوبا الى عاصمة المحيط تحملك الصور، الى بئر عمتك في كسمايو حيث الماء الثقيل وهواء مرصع معلب بالذخيرة واصولت النائحات.

ثم جنوبا تسير افكارك لعتريك اصوات امواج المحيط على متن قاربٍ خشبي بمحرك قديم، ثلاثُ ايام من السمك المملح وبعض من الكميس (الخبز الصومالي) وكثير من النوم. تتذكر فلسفة امك عندى سالتها عن ترك صاحب القارب لنا على تلك الجزيرة البيضاء المهجورة، تغلق عينيك فتهب عليك نسائم من الشوق والحنين لارضٍ بلا شعبَ يستحقه. اتذكُرها تقول ان في السماء رباً يحب المساكين؟

وللصومال ربٌ كما أن للبيت رب يحميه، وكما نجاك الله وأمك وأخويك من موت محقق في جزيرة مهجورة سيناي الله الصومال وأهله من انقراض حضاري واجتماعي غير مسبوق، فقط قليل من الصبر والكثير من الأمل سيفي بالغرض.

26.12.12



اختارنا الله من بين الخليقة بالعقل لنفكر ونختار، فرغم ان للقرود عقولا الا انها لا تفكر بالعواقب ولا تهتم بالمستقبل. فما بالنا اليوم اقل فهماً من بعض الحيوانات؟
ما يزعجني ليس البائس في زقاق مقديشو ولكن كلامي للبائس الشبعان، ذاك المتخرج الموظف الذي يعيش في الطبقة الراقية مادية والنتنة فكرياً. تجده بائساً يقرأ ويكتب ولا يمتلك من الانفراد الفكري والاختيار المتجرد من املائات المجتمع اي شيئ. فتراه يتسول في الميادين ليصيغ فكرةً تتلائم مع المجتع الواهي فكرياً. فياليتهم انتحروا فكرياً واراحونا من بؤسهم وعقولهم الباهتة.
وكأن ساحر البيان بيننا اليوم حين يقول في قصيدة قم للمعلم: سقراط أعطى الكأس و هي منية … شفتي محب يشتهي التقبيلا عرضوا الحياة عليه وهي غباوة … فأبى و آثر أن يموت نبيلا ان الشجاعة في القلوب كثيرة … ووجدت شجعان العقول قليلا
سعي سقراط وراء الفضيلة والتزامة الصارم بالحقيقة مع النهج الحالي للمجتمع الأثيني وسياساته لم ينجح وكان على احدهما التنازل والخضوع، ففضل سقراط الموت وقال قبل ان يقضي نحبه ما هو معناه أن الموت هو شفاء للروح وتحررها من الجسد. فيا ايها المثقف الجاهل او المتثقهل اما ان لك ان تستل سم الصمت وتهوي الى طبقتك مع الاميين وحفاه الاقدام؟
فما الحل؟
الحل هو العلم الحقيقي البعيد عن الاشباع التحصيلي بل يكون علماً بالدليل والحوار. فتجربتنا الحياتية يجب ان تختلف عن مجرد الاتباع اللاعقلاني والقيل والقال وتجارة الافكار وسوق المواقف .   فهل تعلم ان نسبة الأمية في الوطن العربي = 60 % فرجالهم في المقهى ونسائهم في المطبخ على الهتف مع فلانة تتحدث عن مسلسلها المدبلج، اما الاطفال فالله اعلم بهم يتسكعون في الحارة او في الانترنت ليصيغوا مواقفهم عن الحياة.
وهذا لان العلم والعلماء لا قيمة لهم في مجتمعاتنا، فننعتهم ونسبهم ونطلبهم بان يحرقوا في الميادين كما كانت شعوب اوروبا تفعلون مع علمائهم في القرون الوسطى. فترى الغرب اليوم يسألونك عن مستواك العلمي قبل ان يسالوك عن اسمك ليكتبوه بعد حرف د. او م. اما نحن فما زلنا نكتب الاسماء من الوراء فنقول ما اسم قبيلتك ومن ابوك الخ.
يقول الله تعالى في سورة طه “فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدني علما” فاهم ما في التعلم التأني والصبر عليه، فلا تصبح عالماً بقراءة كتاب او كتابين بل اقراء عشرة كتب ولخص كل كتاب. واصلح حالك مع نفسك وعلمها الادب مع الكتب. ولا تتبجح وتتكلم عن مالا تعرفه والتزم الصمت دائماً تكن عالماً.
Somaliaa

متى ما وجدت الأسباب، كانت النتائج؛ ولذلك يقول جل وعلا منبها لهذا الأمر (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً) ويقول جل وعلا: (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً) ويقول سبحانه: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً).

وقال ابو البقاء الرندي يرثي الأندلس:

لكل شيء إذا ما تــم نقصــان *** فلا يُغر بطيب العيش إنسان

هي الأمور كما شاهدتها دول*** من سره زمن ساءته أزمان

وهذه الدار لا تبقي على أحد*** ولا يدوم على حال لها شان

أين الملوك ذو التيجان من يمن*** وأين منهم أكاليل وتيجان

وأين ما شاده شداد في إرم*** وأين ما ساسه في الفرس ساسان


اما المتنبي فيقول:

ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

اما امامي الشافعي فيعيب الناس لا الزمن على ما نحن فية (بل ما كانوا فيه قرونا مضت) فيقول:

نعيب زماننا والعيب فينا٭٭٭وما لزماننا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب٭٭٭ولو نطق الزمان لنا هجانا

فماذا سيقول عنا اليوم؟ والله الذي لا اله غيره لتمنى الموت قبل هذه الفاجعات اللتي حلت بالمسلمين. وما هذا الا بعد ان ضاع الدين واصبح عمامة على الكتف او رقعة قماش خفيف على الراس او كتاب مغطى بالغبار على ارفاف المكتبات.

أخرج ابو داود رحمه الله في سننه عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه أن قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ )

هنا يبين صلى الله عليه وسلم أن الأمم الكافرة والضالة ستجتمع ويدعوا بعضهم بعضا لحرب المسلمين واستغلال خيراتهم ،واستحلال بلادهم ، كما يجتمع جماعة من الناس على إناء فيه طعام ينادي بعضهم بعضا للتعاون على أكله ، والاستفادة منه.

فصدق الصادق الامين فها قد سقطت الأندلس وقد سلبت فلسطين وعويلمت تركيا وقسم العالم الاسلامي وفرق لكي يسد المحتل شوكتنا. ولكن العيب عيبنا ولله الامر من قبل و من بعد وهذه ارض الله يهبها من يشاء ويسلبها من من يشاء.

ولكن ما عيبنا يا اهل القرآن؟ اسال نفسك وسوف تعرف. افتح جوالك وستعرف. انظر حولك وستعرف، من احب الناس اليك؟ ما اغنيتك المفضلة؟ هل قلبك نظيف؟ هل تصلي خمس مرات كل يوم وهل انت صاحب صدقة وصوم؟ هل تامر بالمنكر وتنهى عن المعروف؟ ام هل تعين اصحابك على الشر والرذيلة؟ مع من تسهر كل ليلة والى متى؟ هل تهتم باهلك واخوتك، ام هذا لا يخصك؟

إذا كنت صادقا في حبك لارضك وامتك فابدا بنفسك وتذكر ان مشوار الالف ميل يبدا بخطوة ، وعلم ان نيل المطالب ليس بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

نعم ارضنا في حال يرثى لها، مزقتنا الحروب ودمائنا مستباحة واذا ذكر اسم الصومال يتراوى الى الذهن المجاعات مالتشرد والاحتقار والشفقة المصتنعة ، ويمر الوقت و تجري الايام ، وبعد عقدين من الزمن و مازلنا على حالنا، هل تعلمنا مما مضى؟ هل سنحاول تصحيحالاخطاء التي سبق و اقترفناها؟

ما استغرب منه هو العنجهية والتكبر والاستعلاء من قوم تشردوا كتشرد بني اسرائيل لما غضب الله عليهم وعاقبهم بالتيه في الصحراء اربعين عاما، وربما يريد الله ان يرينا في انفسنا بعض آياته. ولم لا وقد عصينا الله جهرة اعواما فيارب اغفر لنا ولا تعذبنا اللهم بما فعل السفهاء منا.

والاسخر من هذا كله رجال تعلموا دين الله ثم اتبعوا اهوائهم استباحوا دماء المسلمين بعد ان حرمها الله عليهم. فقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق كبيرة من أكبر الكبائر ، ويعظم الجرم ويشتد الإثم حين تكون هذه النفس نفسا مؤمنة ، فلا شك أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله -تعالى- من حرمة الكعبة بل زوال الدنيا أهون عند الله من قتل المسلم ، وقد تواترت الأحاديث الدالة على هذا المعنى وفيها من الترهيب ما يردع من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..

إذا تقرر هذا فإن حرمة دم المسلم حرمة عظيمة ويكفي ما ورد من ترهيب مخيف في سفك دم المسلم بغير حقولا شك أن حرمة دم المسلم مقدمة على حرمة الكعبة المشرفة، بل حرمة دم المسلم أعظم عند الله عز وجل من زوال الدنيا فقد ورد في الحديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق ولو أن أهل سماواته وأهل أرضه اشتركوا في دم مؤمن لأدخلهم الله النار)وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في صحيح الترغيب 2/629.

فالله اكبر على امة عالمها اجهل من جاهلها وانا لله وانا اليه لراجعون. نسأل الله لجميع الموتى الرحمة والمغفرة والصبر والسلوان لجميع اهالي الصومال الحبيب على مصائب الزمن.

اما "ماذا بعد دمار الصومال" فهذا هو الفصل الاخير من قصتنا نحن الصوماليون، لم نكتبه بعد، فاختر نهاية القصة، هل سنبني ارضنا ونتحد على اقاف سفك الدماء؟ ام نبقا
متشردين في الارض حتى يرث الله الارض و من عليها؟.

اخوكم

م. محمد موسى
377096761451

من منا لا يريد ان يكونا مقبولا من الجميع؟ من منا لا يري ان يكون كالشمس تدور حول الكواكب؟ كلنا نريد ذلك ولكن ما السبيل لشخصية ارتكازية من هذا الطراز؟

لنسمها الشخصية الجذابة او المغناطيسية. الشخصية التي تقول: "انا تلك الشخصية التي لا يستغني عنها المجتمع"، شخصية فعالة محبوبة، ناجحة في كل المجالات الاجتماعية وذلك لقلة اصحاب هذه الشخصية النادرة، تتمثل جاذبيتهم في قدرتهم على التحكم في اخلاقهم وصبرهم على من يقصر في حقهم. وهنا نُصلت الضوء على ملامح هذه الشخصية وكيفية الوصول اليها في نقاط مبسطة سهلة.

١. كن بشوشاً لبقاً:
لا ترعب من حولك بوجه عبوس قمطرير يكره العالم ومن عليه، ابتسم للجميع وسلم على من عرفت ومن لو تعرف، جامل من حولك وابدا الحديث معهم صفهم باحسن الصفات بلا نفاق ولا كذب. ادع الناس بافضل الالقاب واصنع لهم القابا جميلة من عندك، هادي من تحب من حولك ولو بكأس من الشاي او قطعة من الحلوى.

للابتسامة رونق وجمال أخاذ يجعل كل من تبتسم في وجهه يعيد إليك الابتسامة مما يجعله اكثر راحةً و سروراً ، بل يترتب عليه اجرٌ عظيم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري

٢. لا تجادل:
الجدل يعني مناقشة الاشياء على سبيل المخاصمة و مقابلة الحجة بالحجة لتظهر انك على حق وغيرك على باطل. وهذا يصنع الاعداء ويضيع الوقت وفي النهاية لن تغير من افكار عدوك اي شيئ لانكما تجادلان للانتصار على الآخر. اما النقاش العقلاني للاستفادة من الغير فهو ما يصنع الاصدقاء فاياك والجدل.

٣. نم بلا حقد:
الحقد نوع من الحسد وهو الغيظ الشديد في النفس شخص ضد شخص معين لدرجة بغضه وتمني زواله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : [ لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا كونوا عباد الله إخوانا ].
و الحقد سلاسل ثقيلة تعيق صاحبها من حياة صحية فعالة، فلو تركت هذا الحقد ونمت قرير العين تجد نفسك سيداً لا تبالي بمن اساء اليك لان الله به رقيب. ويروى أن رسول الله قال عن احد أصحابه: (يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة) فلما تتبعه انس ووجده قليل العمل ساله فأجابه الرجل قائل (لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ)

لتكون ناجحا اجتماعيا عليك ان تتعلم كيف تتقبل كلمة "آسف"، لا تضيع قدراتك العقلية بالتخطيط للانتقام والحقد من الذي اساء اليك، كن كيوسف عليه السلام مع اخوته وكيعقوب مع ابنائه وكمحمداً المصطفى صلى الله عليه وسلم مع قومه. اقلب صفحة الماضي ولا تحاول حصد الاسائات وتصفية الحسابات فالقافلة تسير والوقت يضيع في البحث عن سقط المتاع.

٤. الشدة بالحِلم:
قال جل وعلا: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

وقال تعالى: ( فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْأِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ)

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كفَّ غضبه كفَّ الله عنهُ عذابهُ ، ومن خزن لسانهُ ستر الله عورته. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليس الشديدُ بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "

فمن تحكم بنفسه تحكم بقلوب غيره، تذكر حِلم المصطفى مع قومه يوم مكة، لا تأخذ مواقف متسرعة ولا تتفوه قبل أن تفكر بما تقول اصبر ولك للغلبه ولو بعد حين.

٥. اعط كل ذي حقٍ حقه:
عندما تهتم بالآخرين فكانك تخترق قلوبهم، لان الإنسان بطبيعته يحب ان يكون في قمة هرم اهتمامات غيره، ولكن تذكر ان الناس كلهم معجبون بانفسهم الا من رحم ربي، فعلينا أن نظهر اهتمامنا بالآخرين لنكسب ودهم واحترامهم لك

ولك في رسول الله أسوة حسنة, إذ انه كان يهتم بأصحابه، بقربهم اليه يلاعب أطفالهم ويستمع إلى ما لديهم، يكنيهم ويناديهم باجمل اسمائهم فأين انت من خلقه؟

فعليك أن تدرب نفسك على هذه المهارات لتتعلم كيف بالآخرين: سلم على من عرفت ومن لم تعرف، ابتسم بصدق للكل، أعطى كل واحد منهم دقيقتين من وقتك لتتعرف على جديد أخباره، اذكر صفاتهم الحميدة بدون مبالغة ولا تنقيص، ولا تقاطع متحدثة أبداً وأخيراً إذا أردت أن تنهي الحديث أكثر النظر إلى ساعتك ثم صافحه بحرارة واعتذر من رحيلك بأدب.

محمد موسى
how to be great

كمجتمع صومالي لا يخفى علينا قلة المبدعين في مجتمعنا لاسباب اهمها قصر النظر واللا مبالة بالنجاح وعدم تحديد اي هدف شخصي. هنا ساحاول وصف بعض النقاط التي ستعينك على تغيير نفسك للافضل لتكون مبدعاً في كل مجالاتك الشخصية والعلمية والعملية.

١. عد الى الصفر:
لتتمكن من تغيير نفسك عليك ان تتخلص من كل افكارك القديمة التي بسببها لا يمكنك الوصول الى هدفك. تخيل نفسك وانت تحاول صعود جبل شاهق وعلى ظعرك طن من الاغراض الغير مهمة، تخلص منها وتقدم بقوة.
عندما يدخل الناس في الاسلام، يطلب منهم ترديد كلمة التوحيد “لا اله الا الله محمد رسول الله” هذه الكلمة تتضمن نفياً لكل الاشياء التي تعبد من دون الله ثم ترسيخ الله عز وجل ليكون الوحيد الذي يستحق كل صور العبادة.
لتكن هذه الكلمة قدوتك في تحديد هدفك والتخلص من كل الافكار الاخرى التي ستعيق مسيرتك، ليكن الصفر منطلقك الوحيد ولتكن افكارك متسلسة في طريقك للقمة.

٢. لا تصغي لاحد:
اعتبر نفسك سباحاً محترفاً او لاعب كرة في دور المحترفين، هل تظنهم سيستمعون الى الجمهور الذين يصفهم بالفشل وعدم القدرة على النجاح؟ ام ان تركيزهم لا يمكن زعزعته عن غايتهم المرجوة.
لقد سخر الناس من الانبياء والعلماء والصالحين فمن انت امام كلام الناس؟
ارضاء الناس غاية صعبة لانها غير محددة، ارضاء الله عز وجل غير ذلك، لانك تعرف تماماً ما سيغضبه وما سيسعده فارضائه يكمن في ترك المنكر والتمسك باوامره، اما الناس فهم في حيرة من امرهم فكيف ترضي من لا يعرف ما يريد منك اصلاً؟

٣. كن مهووساً بهدفك:
الفرق بين عظماء التاريخ وبيننا هو انهم عاشوا من اجل اهدافهم، ضحوا من اجلها وقدموا حياتهم للوصول اليها. قال احدهم لي ذات يوم: “لتكون مهندساً جيدا عليك ان تعيش الهندسة” اي ان تجعلها اهم ما في حياتك.
بيكاسو كان يقضي معظم وقته امام لوحاته فلا يفكر الا بها ولا يبالي بما يجري من حوله لان ذالك مضيعة لوقته، كان يحاول تقليد كل ملامح الوجه او الطبيعة في صوره. فلماذا لا نتعلم منه قوة التركيز في الهدف؟

٤. احرص على وقتك:
الوقت هو اغلى ما نملك فبه نعمل فنصنع المال او نتعلم فنغير تفكيرنا وبه ايضا نرضي الله ونحمده على نعمه فلماذا نضيعه وهو الوحيد الذي لا يمكن اعادته او التنقيب عنه!

من اهم اسباب ضياع الوقت هو كلمة “تسلية” او كما يسميها الغرب “قتل الوقت” من خلال الجلوس اما التلفاز او الحاسوب او الهاتف لساعات. وهذا يقتل الابداع فيك فكيف ستفكر بالنجاح وانت لا تكلك وقتاً للتفكير فيه!
تخلص من جهاز التلفاز واحذف الفيس بوك من هاتفك وادخله فقط لدقائق معدودة عبر حاسوبك ثم اقضي وقتك في الكتابه بالقلم والورقة.
اقراء كل يوم عشر صفحات من كتاب معين ولخصها في صفحة، استيقض باكراً وتمشى وحيداً لدقائق، تعلم لغة جديدة، كون اصدقاء جدد من الذين لا تحب الانخلاط معهم، ولا تكثر الكلام استمع اكثر.

٥. لا تتذمر.
تذكر انك انت الوحيد المسؤول عن حياتك، لا عائلتك ولا المجتمع ولا حتى الحكومة مسؤولة عن ان تنجح وتكون مبدعاً. تذكر ان الطرق الوعرة غير مكتظة بالسيارات لصعوبتها ولذلك اذا اخترت طريق النجاح فلا تتوقع ان يكون سهلاً ميسراً والا لكان العالم مكتظا بالعباقرة.

لا تُحمل غيرك مشاكلك ولا تبحث عن كبش فداء، اذا فشلت فقم وحاول مرة اخرى. فالنجاح يكمن في النفَس الاخير. لا عيب في ان تفشل ولكن العيب هو ان تتذمر وتلوم غيرك لا تتعلم من فشلك.

ارجو ان تكون كلماتي مفية لاحبتي في المجموعة من الذين يحاولون النهوض بانفسهم الى طريق النجاح. وصدقوني انا اول من يحتاج لتطبيق هذه الخمس وان شاء الله معاً للقمة….
death in Heaven

وانحنى الليل حباً للظلام
في غابةٍ من مطر

وحيداً بلا اجنحة
تجذف في عمقِ نهرٍ مُقفر

فوق الارض
تمشي وانت في الهاوية

هائماً بلا دليل
متجولاً في الفراغ

غارقاً حتى الخاصرة
في بئرٍ من صقيع

مستلقياً تحت شمسٍ قارصة
فآراً من بردٍ مُعرِق

ايها الواقفُ فوق قبرك
احترق كماء الثلج

يا املاً من خرافة
ابتسم لموتِ الحياة

عشرون قبراً فوق الجنة
في قلبِ بحرٍ من تراب

ورصاصة تحتضن الجمجمة
في جوٍ كقبضة الوريد

وانحناءة لانسياب الروحِ
في زوبعةٍ من الم

والدمُ يهمرُ كالسيل
لتغرقَ الجنةُ بقبرٍ آخر


Saturday, 15 December 2012
Manchester, UK
انشودة الفجر

[soundcloud url="http://api.soundcloud.com/tracks/68724934" params="" width=" 100%" height="166" iframe="true" /]

كن كالشمس
اشرق علينا مرة كل يوم
وابتعد بعيداً عن كل البشر
انت المارق في كل مرة
فاسترق صوتاً وغرد

حول الآهاة الى انشودة الفجر
وابتسم للموت قبل المغيب
قف وحيداً على حافة البحيرة
لا تجرب... فلست المسيح

اترك الآن نفسك ها هنا
وحدك الآن انت…
حول اصلاب رمادية
واغصان من عفن
كشارع في قلب قريتنا الميتة

اغترف مائك وغرد
وانتظر زوال الكون

اي شمس هذه التي لا تغيب
وفي البال انشودة نسيتها للتو…
و وجه طفلةٍ مثل آية القمر
ملحوفة بلحاف من حرير
مرصعة بالياقوت والزبرجد
في خامس شهرها الماسي ارتحلت
وقالت له
غرد الآن وحدك

ايها المسكين في وجه العاصفة
مرغ الآن وجهك وانتحب
والتحف عظامها وغرد
اغترف من ماء وجهها الجميل
فرفيقة الدرب اليوم ترتحل

والموت كل الموت للجلاد
بل الموت كل الموت للضحية
والموت للكل ولا فرار
فابكي مجدا وغرد
وانتظر مطر السماء وغرد


Sunday, 7 October 2012
Manchester, UK
winter

انا شماليٌ جنوبيٌ، انا كسماويٌ هرجيسيٌ،

اجدادي صافحوا الرومان، وبصقوا في وجه الاحباشٍ

 

شعبٌ عمَر التاريخ الفرعونيَ، شرب النيلَ من شبيلي،

وزرعَ الصحراءَ،ممتطياً البحرَ مع السلاطينِ.

 

مجدي فاق السمراءَ، فبِت أُعلم الاغريقَ فنونَ العطرِ ومزجَ الخط،

انا اسطورةٌ لم تولد، وعنفوانُ شبابٍ غاصَ في وهجِ الشمسٍ وبريقِ البندقيةٍ.

 

انا شعبٌ لم يُسمح له بالخلودٍ، مُشتتٌ كابناءِ يعقوب،

انا شعبٌ قرر الانتحار الجماعيَ قبل نهاية العالم ِفي الالفية الجديدةِ.

 

ارتدي عِقدين من الزمنِ متقارنينِ كتقارنِ كلمتي خيبةُ واملٍ.

انا سجينُ كهفِ القبيلةِ ارقصُ على ضوءِ العشيرة واحتسي حقد من كأس الماضي.

 

ان كانت الامم تموتُ، فانا ميتٌ، اشاطرُ القهوة مع اهل الاندلسِ

اضحك على قصص العباسيين و الهو مع الحورِ على اسرةٍ من ذهبٍ.

 

وان كنتُ حياً، فانا في غيبوبةٍ، مغشيٌ عليَ لا ادري ان التاريخ يمضي من دوني.

انا في سُباتٍ شتويٍ تحت الارضِ، انتظر قطرةَ المطرِ

وربيعاً صومالي الجنسيةِ مُطرزاً للعظماءِ امثالي.

 

Monday, 9 July 2012

Manchester, UK
كنا قبل السلام مجموعات جاهلية لا تقيدها الا العادات والقيم العربية، فاعزنا الله بالاسلام فاصبحنا شمس هداية للعالم كله وكونا خلافة ابهرت التاريخ. وذلك لاننا التزمنا بقيم ديننا، فكانت القرون الثلاثة الاولى اعظم الاجيال فلم يهتموا بالدنيا وزينتها بل عمروا العالم نضالاً وعلماً وعدلاً وتضحية. فكانت لنا القدس وبغداد ودمشق والقاهرة ثم تلك الدولة التي لا ينساها مسلم، دولة المغرب الاقصى الا وهي الأندلس.

LA galib ila allah

وعلى الأندلس نبكي بكاء النساء على ملكِ لم نحفظه حفظ الرجال، فقد قامت في الأندلس ما لا يجهله الا شخص لم يسمع بهذا الاسم الاندلس فكان فيها مجد وزهاء وعمارة وعلم لم تعرفها القارة العجوز.

فكان فيها جامعات ومعاهد علمية لم يعرفه التاريخ من قبل فنثروا الشعر وخطوا بالحبر ورفعوا البناء فكانت امبراطورية ناصعة في وسط ظلامٍ اوروبي قاتم. فاصبحت كقصعة شهية لا يغفل عن اغتنامها الا عاجز او احمق.

فسقطت الاندلس بعد ان ضعف المسلمون وانسلوا من دينهم فانعدمت الوحدة وانشغلوا بقتال انفسهم بل وتعاونوا مع الصليبيين ضد المسلمين. فضاعت الاندلس بفضل هؤلاء المماليك لانهم ملوك طوائف ولا يهم امر الجماعة بل يهمهم العرش والقصر. فان كان رب البيت للدف ضاربا فشيمة أهل بيته الرقص. وكأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصلهم حين قال: (يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : حب الدنيا وكراهية الموت).

ولكن لماذا نبكي على ملكِ اضعناه بايدينا فليس من ارض الاندلس ما اخذ بل سلمناه اليهم خوفا وذلا وصِغاراً منا. فمدينة سالم واشبيلية وطليطلة وقرطبة وحتى جبل طارق سلمه هؤلاء الملوك بعد ان طلبوا الامان ودفع الجزية لعباد الصليب فلولا تخاذلهم وتحزبهم ضد بعضهم لكان التاريخ اليوم مختلفاً ولربما عم الاسلام تلك القارة ولاصبحنا اول من صمم الهواتف والتلفاز والسيارات ولغزونا الفضاء.

وها نحن نسقط مرة تلو الاخرى فلا تجد احدا يهتم بالدين بل الهم كله هو القبيلة والطائفة ولا تجد احدا يهتم بامر الامة، وها هم ملوك الطوائف او ملوء الدول كما يسمون الآن مرة اخرى يبيعون البلاد والعباد لارضاء الاعداء. اصبحنا امة مستوردة لا تعرف كيف تصنع ابرة او ساعة فما بالك بالسيارة او الهاتف، فالتاريخ لا يقوم على الاستيراد ولا يتقدم بالمتسولين.

ثم يا من يدعي العلمانية هل تذكر دولة من دول التاريخ الاسلامي سقطت لتمسكها بدينها؟

هل سقطت الاندلس لالتزام الناس بدينها وتحكيمهم لشرع الله ام لانهم اضاعوا دينهم فضاعت ارضهم؟ هل ضاعت الخلافة العثمانية وغيرها لانهم اقاموا الحدود واخذوا الزكاة ونصروا الضعفاء وعدلوا في القضاء ام لانهم تركوا الكتاب والسنة ونسوا قول الله تعالى: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير". الم يجروا مقلدين لاوروبا وعلمانيتها؟ الم تسقط الخلافة بسبب فكرة الاستقلال من الخلافة العثمانية لصالح القومية العربية والتمسك بالآباء والاجداد دون الدين؟

على عرباتهم ودباباتهم قال البريطانيون حين دخلوا القدس بعد ان اعانهم العرب ضد الاتراك "الآن انتهت الحروب الصليبية". وليتك بين العرب ذاك اليوم لتجد مدى السعادة والفرحة التي غمرتهم لانتصار الانجليز على الاتراك. ياله من قصر النظر!

وما اشبه اليوم بالبارحة، فعقلائنا او من يدعون العقل ما زالوا في غفلة من تاريخنا، فلا تنتظر عدلا من مغتصب ولا تطلب الرحمة من جلاد. فصدق اميرنا ووزير رسولنا لما قال "..انا كنا اذل قوم فاعزنا الاه بالاسلام فمهما نطلب العز بغير ما اعزنا الله به اذلنا الله".

27 June 2012
on the side

سماءٌ مطلية بالرماد

وطفلة مسلوبة الملابس

مذبوحة بلا بسملة

حديدة ملقاة على حافة النهر

ملطخة بشيئ احمر

عجوزٌ مخطوفة البصر

ممددة نحو الجنوب

بيدها عقدٌ بلاستيكيٌ مقطوع

مبعثر على حافة النهر

وشابٌ قبل العشرين

حرين

يدخن نوعا من التبغ

على حافة النهر

اصابعه ترتجف

لا تبتئيس

بل قم وودع احزانك وابتسم

لا تنهزم

خذ نفسا آخر

وعُدَ الى خمسَ عشر

وانتظر

فقريبا سياتي المطر.

Saturday, 30 June 2012

Manchester, UK

 
red_drop

يتفجر النهار

ليتسلل الضوء

خرجت الحياة

فتغبر الشارع

فتح الأبواب

رش الغبار

اعد المجلس

وغير الاشارة

استيقظ كالعادة

تسلل خارجاً

باحثاً عن الحياة

في كأسٍ من الشاي

جلس الى صاحبه

ثلاثة سجائر

نظرةٌ الى الشارع

وانكسارٌ في القلب

قليلٌ من الكلام

كثيرٌ من الحزن

برد الشاي

وارتفعت الأصوات

جلس اليهم آخر

طويل القامة

في يده حفنة عشب

وعلى قميصه قطرة دم

هدوءٌ عارم

في فنجانٍ من الصخب

وضع يده على الطاولة

وتقنع بابتسامة

قص عليهم القصص

شاركهم الصمت

محدقاً بالسماء

ليرسم لنفسه جنة

ارتفع الاذان

لم يقم الا الثلاثة

خلعوا الذل

ليغسلوا الخطيئة

عادوا الى المجلس

تقاسموا الابيض

خشوعوا للعاجل

ليشنقوا الأمل

عرجوا الى الدار

أغلقوا كل شئ

غسلوا الأحمر من العشب

وخططوا لقطرة دم الغد

هكذا كل يوم

بين الشارع والشاي

بين الصمت والصخب

بين الأحمر والأخضر

Saturday, 21 April 2012

Manchester, UK
ياله من جمال

ولكنها تعيش وحيدة في الظلام

قالت لي انها عريقة الاصل

ولكنها اليوم لا اصل لها

ياله من ضباب

تراني بعيدا عن ظِلالها

قالت لي اجلس هاهنا

اقص عليك قصة من خيال

يالها من عيون

حدقَتْ فيَ طويلا بابتسام

قالت لي يا بُني، المحن

إسخر منها ولا تلتفت لها

قالت لي ياله من صبا

لا تفرغ منه حتى بَعد المشيب

ان اعتراضك يوما السهاد

فتذكر ان في الظلامِ جمال

كنت فيما قد مضى

أعيش سعيدة في القصور

تسلل ذات يوم الى إحبتي

عدوٌ ألقى السم في القدور

فبغى الاب على ابنه

و الجد على حفيده

والحب على حبيبه

وبغى الليل على نجومه

فبغى الورق على غصنه

و الغصن على فرعه

و الفرع على جذعه

وبغى الجذع على جذره

فتذكرت أحبة لي في غياب

فجلس وحيدة في الظلام

فان نقلت روحي الطيور

فاعلم انني في السحاب

فخرجت من عندها

واصبحت ثقيلا بالهموم

وعدت الى أعالي الجبال

كريشة بلا جناح

كمهاجر بلا وطن

Saturday, 21 April 2012

Manchester, UK

Tranim
اختارنا الله من بين الخليقة بالعقل لنفكر ونختار، فرغم ان للقرود عقولا الا انها لا تفكر بالعواقب ولا تهتم بالمستقبل. فما بالنا اليوم اقل فهماً من بعض الحيوانات؟

ما يزعجني ليس البائس في زقاق مقديشو ولكن كلامي للبائس الشبعان، ذاك المتخرج الموظف الذي يعيش في الطبقة الراقية مادية والنتنة فكرياً. تجده بائساً يقرأ ويكتب ولا يمتلك من الانفراد الفكري والاختيار المتجرد من املائات المجتمع اي شيئ. فتراه يتسول في الميادين ليصيغ فكرةً تتلائم مع المجتع الواهي فكرياً. فياليتهم انتحروا فكرياً واراحونا من بؤسهم وعقولهم الباهتة.

وكأن ساحر البيان بيننا اليوم حين يقول في قصيدة قم للمعلم: سقراط أعطى الكأس و هي منية ... شفتي محب يشتهي التقبيلا عرضوا الحياة عليه وهي غباوة ... فأبى و آثر أن يموت نبيلا ان الشجاعة في القلوب كثيرة ... ووجدت شجعان العقول قليلا

سعي سقراط وراء الفضيلة والتزامة الصارم بالحقيقة مع النهج الحالي للمجتمع الأثيني وسياساته لم ينجح وكان على احدهما التنازل والخضوع، ففضل سقراط الموت وقال قبل ان يقضي نحبه ما هو معناه أن الموت هو شفاء للروح وتحررها من الجسد. فيا ايها المثقف الجاهل او المتثقهل اما ان لك ان تستل سم الصمت وتهوي الى طبقتك مع الاميين وحفاه الاقدام؟

فما الحل؟

الحل هو العلم الحقيقي البعيد عن الاشباع التحصيلي بل يكون علماً بالدليل والحوار. فتجربتنا الحياتية يجب ان تختلف عن مجرد الاتباع اللاعقلاني والقيل والقال وتجارة الافكار وسوق المواقف .   فهل تعلم ان نسبة الأمية في الوطن العربي = 60 % فرجالهم في المقهى ونسائهم في المطبخ على الهتف مع فلانة تتحدث عن مسلسلها المدبلج، اما الاطفال فالله اعلم بهم يتسكعون في الحارة او في الانترنت ليصيغوا مواقفهم عن الحياة.

وهذا لان العلم والعلماء لا قيمة لهم في مجتمعاتنا، فننعتهم ونسبهم ونطلبهم بان يحرقوا في الميادين كما كانت شعوب اوروبا تفعلون مع علمائهم في القرون الوسطى. فترى الغرب اليوم يسألونك عن مستواك العلمي قبل ان يسالوك عن اسمك ليكتبوه بعد حرف د. او م. اما نحن فما زلنا نكتب الاسماء من الوراء فنقول ما اسم قبيلتك ومن ابوك الخ.

يقول الله تعالى في سورة طه "فتعالى الله الملك الحق ولا تعجل بالقران من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدني علما" فاهم ما في التعلم التأني والصبر عليه، فلا تصبح عالماً بقراءة كتاب او كتابين بل اقراء عشرة كتب ولخص كل كتاب. واصلح حالك مع نفسك وعلمها الادب مع الكتب. ولا تتبجح وتتكلم عن مالا تعرفه والتزم الصمت دائماً تكن عالماً.

18530623

25.12.12



حتى الناجحون يحبون الحديث والقراءة عن سر تحقيق الاحلام، فالانسان بطبيعته يحب التفوق وتحقيق مبتغاه من هذه الحياة.ولكن رغم ذلك فالانسان ايضاً فيه منزة اخرى تشاطر النجاح في كل شيء وهي الكسل، او بالاحرى حب الطرق المختصرة. أغـلـبـيـة البشر يسعون لتحقيق أحلامهم بالطريقة سهلة وبسيطة، ينتظرون أن تمطر عليهم السماء ذهباً فيحملون هذا الذهب ليبيعوه ويكتبوا ثمناً جيدا فيه، وبعضهم يتمنى أسهم من ذلك، أوراق نقدية أو بطاقة ائتمان لرصيد بالملايين. لذلك يقع الكثيرون في مصيدة اليانصيب وبرامج القنوات الفضائية والاشتراك الهاتفية والرسائل القصيرة وغيرها من النصب والاحتيال على صاحب الاحلام الكبيرة. وينسى الكثيرون منا اننا نحن من نصنع احلامنا بالعمل والتفكير الجاد المستمر فالايمان بالاحلام لا يكفي بل على هذا الايمان ان يتحول الى عمل عمل دؤوب، انظر لمن حولك وكن انت العكس كن كل ما يريدون أن يكونوا من المجنح بعينة، تعلم سيرة الناجحين، قصص فشلهم ونهوضهم وتمعن جيداً في العوامل المشتركة فيهم، كن انت تلك العوامل: الصبر، المثابرة، الحِلم، الاهتمام بالآخرين، الثقة بالنفس والإيمان العميق بان الله لن يضيع اجر من أحسن عملاً.
حتى الناجحون يحبون الحديث والقراءة عن سر تحقيق الاحلام، فالانسان بطبيعته يحب التفوق وتحقيق مبتغاه من هذه الحياة.ولكن رغم ذلك فالانسان ايضاً فيه منزة اخرى تشاطر النجاح في كل شيء وهي الكسل، او بالاحرى حب الطرق المختصرة.

أغـلـبـيـة البشر يسعون لتحقيق أحلامهم بالطريقة سهلة وبسيطة، ينتظرون أن تمطر عليهم السماء ذهباً فيحملون هذا الذهب ليبيعوه ويكتبوا ثمناً جيدا فيه، وبعضهم يتمنى أسهم من ذلك، أوراق نقدية أو بطاقة ائتمان لرصيد بالملايين.

لذلك يقع الكثيرون في مصيدة اليانصيب وبرامج القنوات الفضائية والاشتراك الهاتفية والرسائل القصيرة وغيرها من النصب والاحتيال على صاحب الاحلام الكبيرة.

وينسى الكثيرون منا اننا نحن من نصنع احلامنا بالعمل والتفكير الجاد المستمر فالايمان بالاحلام لا يكفي بل على هذا الايمان ان يتحول الى عمل عمل دؤوب، انظر لمن حولك وكن انت العكس كن كل ما يريدون أن يكونوا من المجنح بعينة، تعلم سيرة الناجحين، قصص فشلهم ونهوضهم وتمعن جيداً في العوامل المشتركة فيهم، كن انت تلك العوامل: الصبر، المثابرة، الحِلم، الاهتمام بالآخرين، الثقة بالنفس والإيمان العميق بان الله لن يضيع اجر من أحسن عملاً.



20121225-214015.jpg

اعلانات الموقع

 
© 2012. Design by Main-Blogger - Blogger Template and Blogging Stuff