يبكي عليك القلب وكل ما أملكه
ولكني
سواك حقاً لا أملك
يبكي عليك القلب والروح والجسد
وتبكي كل أحلامي معك
أغسلها صباح مساءٍ مع الندى
أُطهرها من رجسِ الغياب
أُنظر إليْ
هل ترى إلا السراب
وأشياءً من ماضٍ مقنع
ثم أُنظر الى الأشياء حولي
ماذا ترى؟
أعد البصر مرتين وخمسين ألف مرة
ثم أُنظر
ماذا ترى؟
أيامنا مذبوحةٌ على صخرةٍ فوق التلة
هل بُسملت؟
أحلامنا مشتتةٌ كغبارٍ في يومٍ عاصب
هل حُرمت؟
وطفولتنا ميتةٌ لا قبر لها
هل لُعنت؟
ومن لنا؟...
ارضنا؟...
حرقناها بدمائنا
وأغترفنا منها بجماجمنا لماء طهرنا
لصلاةٍ جامعة
فالله أكبر
فتراويحنا ليست كتراويحكم
وطفولتنا ليست كطفولتكم
وأحلامنا ليست كأحلامكم
وأيامنا ليست كأيامكم
هل أتعبتك؟
عندي الكثير من الأسى فاصطبر
قَالَ:
استمر
اني أُريد اليوم أن نبكي سوياً
ورتل الأبيات حتى يزول الضباب
قُلْتُ:
أترى السحاب؟ ….
في أرضي يمطر دماً
وكأنه عثمانُ مذبوحاً فوق مصحفه
وكانه الحسين يُقتل ألف مرة
ولكننا...
نحن الذين ذبحنا أنفسنا فوق مصاحفنا
نحن الذين بنينا كربلائنا بأيدينا
قطعنا العهود وبايعنا
ثم نكثنا وإنتحرنا
يا عاشقاً للنجم
لا نجم في أرضي
حتى النجوم مهاجراتٌ مواقعها
ومن هجرتها صنعنا مواعيد للموت
على سفاح جبالنا الشاهقة
جمعنا أرواحنا في حقائبنا
وما بين نهرينا وبحرينا إستدرنا للرحيل
يا باحثاً عن ربيع
لا ربيع في أرضي
نحن أنبتنا على أرضنا حدائق من جحيم
زهورنا شائكةٌ وكاأها السلاسل
مكهربةً بسم الضغينة
أشجارنا تنبت بالحقد وموتاً للعالمين
وحقولنا؟... حقولنا نارٌ تستعر
نحن أشعلنا اللظى في جنباتها فلا تبكي علينا
أتراك تسمع؟
إذا بكيتُ على موت الحقيقة
إذا سمعتَ عويل النائحات
وأرواح الطفولة
أتراك تشفق علي؟
إذا رايتني أبكي موتي
أُصارع الحقيقة
وأصوات العُروبة
إني آمنت أن الليل يُشعله النهارْ
فيا صغيري مت قرير الروح
فموتك نهارك الجميل
فلا جنة لنا هنا